أُعلن إلغاء حفل الفنان العالمي كانييه ويست (المعروف باسم YE) في كوريا الجنوبية. كان من المقرر أن يُقام الحفل بعد غياب دام 9 سنوات منذ جولته العالمية عام 2016، وكان سيُمثل أول حفل منفرد رسمي له في كوريا الجنوبية، مما أثار حماسًا كبيرًا لدى العديد من المعجبين. خاصةً أنه كان من المقرر أن يُقدم ويست أغنيته الجديدة "BULLY" لأول مرة على الإطلاق لجمهوره الكوري الجنوبي، مما زاد من صدمة إلغاء الحفل. أعلنت شركة كوبانج بلاي، المنظمة للحفل، في 19 مايو بيانًا رسميًا يفيد بأنها قررت إلغاء الحفل بسبب الجدل الذي أثير مؤخرًا حول كانييه ويست. كما تم وقف بيع منتجات YEEZY التجارية في نفس اليوم الساعة الواحدة بعد الظهر. يُعد قرار الإلغاء هذا مثالاً على تأثير الجدل الشخصي للفنان على إقامة الحفلات، مما أثار صدمة كبيرة لدى المعجبين والجمهور.
سبب إلغاء حفل كانييه ويست في كوريا الجنوبية هو الجدل الذي أثير حول أغنيته الجديدة "هيل هتلر (Heil Hitler)". تم إصدار هذه الأغنية في 8 مايو، وهو اليوم الذي يُصادف ذكرى انتصار أوروبا في الحرب العالمية الثانية، وقد لاقت انتقادات واسعة بسبب عنوانها الذي يُوحي بأدولف هتلر. وقد تضمنت الأغنية جملة "هيل هتلر" المتكررة في كلماتها، بالإضافة إلى مقطع صوتي مُقتبس من خطاب هتلر عام 1935، مما زاد من سوء الموقف. وقد أُعتبرت هذه الكلمات بمثابة إيحاءات معادية للسامية وتُمجّد النازية، وقد أُضيف هذا إلى جدالاته السابقة، مما عرّضه لسيل من الانتقادات.
لم يكن إصدار أغنية "هيل هتلر" هو الجدل الأول لكانييه ويست. فقد تورّط في العديد من الجدل منذ عام 2020، حيث أطلق تصريحات معادية للسامية ومُمجدة للنازية. وفي عام 2022، صرّح في إحدى المقابلات أنه "يُحب هتلر"، وأضاف أن "جميع البشر لديهم قيمة معينة، وهتلر كذلك بشكل خاص". كما نشر صورة مُركبة تجمع بين رمز النازية (الصليب المعقوف) ورمز اليهودية (نجمة داود)، مما أثار جدلًا واسعًا. وقد أثّرت هذه الجدل المتكررة على صورته العامة بشكل سلبي.
بعد إصدار أغنية "هيل هتلر"، قامت منصات بث الموسيقى الرئيسية في جميع أنحاء العالم، مثل سبوتيفاي وساوند كلاود، بحذف الأغنية باعتبارها محتوى ضارًا. يُعد هذا دليلاً على خطورة الجدل المثار حول موسيقاه. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال مقاطع الفيديو الموسيقية للأغنية متاحة على بعض منصات التواصل الاجتماعي مثل X (تويتر سابقًا). وقد أصدرت منظمات حقوق الإنسان اليهودية بيانات تُدين بشدة تصريحات كانييه ويست. حيث وصف جيم بورك، رئيس مركز سيمون ويزنتال، في مقابلة مع بيلبورد إصدار هذه الأغنية في يوم إحياء ذكرى هزيمة النظام النازي بأنه "تصريح كراهية صريح". وقد أدّت هذه الانتقادات الواسعة النطاق من مختلف فئات المجتمع إلى إلغاء الحفل.
من الواضح أن شركة كوبانج بلاي، المنظمة للحفل، كانت على دراية بالجدل الذي أثير حول كانييه ويست، وقد اتخذت قرارًا صعبًا بإلغاء الحفل بعد تردد كبير. يُعد إيجاد التوازن بين حرية التعبير و المسؤولية الاجتماعية أمرًا بالغ التعقيد، لكن قضايا حساسة مثل تمجيد النازية قد تُثير مشاعر الجمهور وتُسبب آثارًا سلبية على المجتمع. لذلك، يبدو أن هذا هو السبب وراء هذا القرار. وقد أعلنت كوبانج بلاي في بيان رسمي عن إلغاء الحفل، ووعدت بتقديم تعليمات حول استرداد الأموال للمشاركين في الحفل.
أبدى المعجبون الذين انتظروا حفل كانييه ويست منذ 9 سنوات خيبة أمل كبيرة. فقد أصبحت تذاكرهم عديمة الفائدة، وفقدوا فرصة مشاهدة فنانهم المفضل. وقد عبّر بعض المعجبين عن رأيهم بوجوب فصل الجدل الشخصي للفنان عن أعماله الفنية. لكن الغالبية العظمى من الجمهور انتقدت تصريحاته المعادية للسامية، وقد رحبوا بقرار إلغاء الحفل. ففي حين يجب احترام حرية التعبير، إلا أن تمجيد المآسي التاريخية أو التحريض على الكراهية أمر غير مقبول.
من المتوقع أن يُلحق إلغاء حفل كانييه ويست أضرارًا كبيرة به. حيث توقف تعاونه مع العديد من العلامات التجارية، وأصبح معزولًا اجتماعيًا. يبقى مصيره ومستقبله غامضًا. لكن من الواضح أنه يجب عليه تحمل مسؤولياته كفنان، وأن يكون على دراية بتأثيره على المجتمع. وعلى الجمهور أيضًا، عدم الانحياز الأعمى للدفاع أو الهجوم، بل اتباع نهج نقدي واعي في استهلاك الثقافة.
0